احتفل فريق عمل فيلم “وش في وش” بافتتاح عرضه الخاص الذي أُقيم مساء أمس الاثنين في “ريل سينما بدبي مول”، قبل طرحه جماهيريا في صالات السينما المحلية والعربية في 17 أغسطس الجاري، وذلك بحضور أبطاله محمد ممدوح وأمينة خليل، ومحمد شاهين، وخالد كمال، والمخرج والمؤلف وليد الحلفاوي، ومجموعة من ممثلي الوسائل الإعلامية ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعد “وش في وش” من أصعب أنواع الأفلام التي يمكن تقديمها، يدور كاملًا في شقة واحدة، حيث إن الأمر لا يحتمل خيار ثالث أما النجاح أو الفشل، وهو ما يضع صناع الفيلم في تحد غاية في الصعوبة، عندما يختار المخرج “وليد الحلفاوي” أن تدور أحداث فيلمه في مكان أو “لوكيشن” واحد يجب أن يحسب التفاصيل بشكل دقيق حتى لا يتسرب الممل إلى المشاهد.

وتم تقديم هذا النوع من الأفلام في السينما المصرية ولكن بشكل محدود، ليعتبر فيلم “وش في وش” للمخرج وليد الحلفاوي هو آخر الأعمال السينمائية التي راهن عليها صناعها، حيث ان أحداث الفيلم التي تصل إلى 120 دقيقة من المواقف الطريفة والضحك المتواصل، تدور داخل منزل شريف (محمد ممدوح) وزوجته داليا (أمينة خليل) يحتدم النقاش بينهم ويتطور ليصبح خلافا كبيرا، وبالصدفة تكون والدة داليا نانا (أنوشكا) على الهاتف وتسمع كل الخلاف، ثم ينتقل المشهد إلى اجتماع أهل وأصدقاء كلا الزوجين في شقتهم، لمناقشة المشكلة التي دارت بينهم وحلها، لكن نكتشف عدد من القصص المختلفة بين كل ثنائي في العائلتين.

يعتمد الفيلم تمامًا على الحوارات وأداء الشخصيات الاثنا عشر التي يقوم بأدوارها (محمد ممدوح) وداليا (أمينة خليل)، وائل (محمد شاهين) وسلمى (أسماء جلال)، نانا (أنوشكا) ومهاب (سامى مغاورى)، عزيز (بيومى فؤاد) وزينب (سلوى محمد على)، كحول (محمود الليثى) وشيماء (دنيا سامى) إضافة إلى سليم (أحمد خالد صالح) ومجدي (خالد كمال).

يبدأ العائلتين بمناقشة المشكلة بأكثر الأساليب استفزازا، ثم تأخذ الحوارات نواحٍ أخرى، وتظهر للسطح مشاكل أعمق، لتتطور حالة النقاش والتفاهم الودي إلى صراعات مفاهيم، وتوجهات فكرية، واختلافات شخصية، حتى بين الزوج وزوجته، وبين كل الشخصيات الموجوده في نفس المكان، فنشاهد طوال الفيلم الأقنعة تسقط شيئا فشيئًا، إلى أن يصبح كل شخص يظهر بطبيعته وأفكاره الحقيقية المختلفة تمامًا عن الآخر.

لعل الملفت على مستوى الإخراج كان التحكم والموازنة في التوقيت، متى يصعّد وتيرة الفيلم ومتى يخفضها، كيف يأتي تسلسل الحوارات والكشف عن شخصياته وصراعاتها طبيعيًا، كيف ومتى يفلسف الحالات على لسان شخصياته بتلقائية أناس عاديين ودون إدعاء أو تصنع زائف.